mardi 7 décembre 2010

الإدمــــاج المدرســــي




- المقدمــــة:
       يعتبر مفهوم الدمج أو الإدماج المدرسي من المفاهيم التي تشكل اهتماما كبيرا لدى جميع العاملين والمهتمين في حقل رعاية و تأهيل ذوي الاحتياجات الخصوصية ، "فالمعوق" يحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج  الدراسي حتى يتسنى له العيش في الحياة المدرسية و الحياة العامة. فمفهوم الإدماج هنا يعني: التكامل الإجتماعي والتعليمي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية والأطفال الأسوياء في الأقسام العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل. و عليه علينا اليوم المرور بمرحلة انتقال من نظام "العزل" في التعليم والرعاية إلي نظام الدمج الكامل كلما أمكن ذلك. ومع التسليم بأن هناك فروقاً فردية، قد تكون مبرراً قوياً لعزل الأطفال المعاقين في المدارس لأن الهدف من الادماج أساساً هو العمل على تقليل هذه الفروق، ومن ثم فهناك ضرورة لإجراء الدمج من أجل تحقيق التقدم لذوي الاحتياجات الخصوصية، هذا التقدم المرغوب فيه هو في الواقع مازال محدوداً بسبب عدم تعزيزه "بالمتابعة و المرافقة النفسية و البيداغوجية" و هذا سبب من الأسباب الرئيسية التي لا تتيح الفرصة للأطفال المعاقين تحدي إعاقتهم، فهؤلاء الأطفال يستبعدون دوماً من قبل "المعلمين" لبطء نسقهم التعلمي و عدم تلاؤم المدرسة في مقابلة حاجاتهم، وهذا لا يعد فشلا للطفل المعاق بقدر ما هو فشل للمدرسة.
    وإذا ما رغبنا في تحقيق تقدم حقيقي للأطفال المعاقين فلابد أولاً أن نعترف بهذا الفشل ونسجله، وأن نعمل من خلال سياسة الإدماج على إعادة تنظيم برنامجنا التربوي و تكوين "المعلمين" و إرساء مرونة إدارية للفريق المختص للمتابعة  بهدف إنشاء تعليم يتلاءم مع القدرات المتباينة والاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأفراد داخل نظام تعليمي واحد ملائم فضلا على إعداد هذه الفئة إلى مرحلة "ما قبل الإدماج المدرسي". و من هنا يمكن القول بأن عملية الإدماج المدرسي لطفل في وضعية "إعاقة" تستوجب إعداد مشروع تربوي إفرادي يستند إلى ضبط دقيق لحاجياته من جهة و ما يتوفر من موارد تيسر إدماجه من جهة أخرى. 
- المرجعيات القانونية:
     انطلاقا من مبدإ المساواة الاجتماعية وسعيا إلى التخفيف من حدة تأثير الإعاقة على إدماج المعوقين في الدورة العادية للحياة الاقتصادية و الاجتماعية و المدرسية أولت الدولة عناية متزايدة بالتربية المختصة  وذلك من خلال إقرار برنامج الإدماج داخل مؤسسات التعليم استنادا إلى: 
®    البرنامج المستقبلي لسيادة رئيس الجمهورية:
...إننا نريد, كما أكدنا في برنامجنا المستقبلي, أن تكون المدرسة التونسية مدرسة للجميع لكل فيها حظ...
®    القانون التوجيهي للتربية و التعليم المدرسي ص 19:
الفصل 4:
... و تسهر الدولة على توفير الظروف الملائمة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية للتمتع بحق التعليم.
®    الفصل الرابع من القانون عدد 65 لسنة 1991المتعلق بالنظام التربوي:
 ينص هذا الفصل على أن:.. الدولة تسهر قدر الإمكان على توفير الظروف الملائمة لتمكين المعوقين و المتخلفين من الحق في التكوين المدرسي.
®    مجلة حماية الطفل ص 8 المطبعة الرسمية للبلاد التونسية1998 
الفصل 17:
يتمتع الطفل المعوق... بالحق في الرعاية و العلاج الطبي و على قدر من التعليم و التأهيل يعزز اعتماده على النفس و ييسر مشاركته الفعلية في المجتمع.
®    مناشير وزارية:
- مذكرة وزير التربية و التكوين عدد 11341 بتاريخ 18 سبتمبر 2003حول انطلاق برنامج حاملي الإعاقة في المسار التعليمي.
- المنشور المشترك عدد 18- 5- 2004 المؤرخ في 1 أفريل 2004  و الصادر عن وزير التربية و التكوين و وزارة الشؤون الاجتماعية و التضامن و التونسيين بالخارج و وزارة الصحة العمومية و المتعلق بتسجيل الأطفال حاملي الإعاقة.
- مذكرة وزير التربية و التكوين عدد 5390 بتاريخ 29 أفريل 2004 حول برنامج إدماج حاملي الإعاقة بالمدارس العادية...
I- مرحلـــة ما قبل الإدمـــاج:
1- الإعـــداد و التأهيـــل:
    إن عملية الإدماج المدرسي لطفل في وضعية إعاقة تستوجب إعدادا نفسيا و مشروعا تربويا إفراديا يستند إلى ضبط دقيق لحاجيات المتعلم من جهة و ما يتوفر من موارد تيسر إدماجه من جهة أخرى و هو مشروع يراعي الحاجات الخاصة للفرد من حيث أنساق التعلم و زمنه و طرقه و مقارباته كما يضبط أنواع المساعدات و مدى كثافة المحتويات المقترحة و أنماط العلاقات البيداغوجية فضلا على تنظيم الفضاء التربوي المعد للتعلم. فالمشروع "التأهيلي" أو "التحضيري" للإدماج المدرسي هو بمثابة خطة تربوية بيداغوجية تهدف بعد "الإعداد" إلى إدماج المتعلم ذي الحاجة الخصوصية بكل يسر في المسار التعليمي التعلمي بعد اتخاذ الإجراءات الكفيلة اللازمة:
أ- إجراءات خاصة بالمتعلم و المحيط:
- تحيين ذات المتعلم بمواكبة التطور النفسي و المعرفي مع  (احترام مراحل نمو للطفل).
-  تهيئة و مواءمة المحيط المباشر للمتعلم.
-  التواصل و التبليغ و التحاور بوسائل مختلفة و ملائمة.
-  اكتساب بعض القدرات و المعارف و امتلاكها و تمرين الطفل على توظيفها.
ب- التوافق النفسي              
      باعتبار أن الحالات النفسية غير الطبيعية للطفل تؤدي إلى اضطرابات سلوكية تعيق تطوّر قدراته الذاتية و تحد من أدائه الذهني و تخلق صعوبات كبيرة كالعدوانية و التقلب الإنفعالي و ضعف الجرأة و سرعة التأثر التي تؤدي بدورها إلى سلوكات غير ملائمة التي تحد بدورها من طاقاته الذهنية التي بدورها تؤثر في المردود الدراسي... و لتلافي هذا الهدر و الانحرافات الفردية عن المتوسط العام لا بد من إعطاء هذا المجال ما يستحق من العناية لتنميته و إشباع رغبات الطفل و حاجاته العاطفية و العرفانية و الاجتماعية و الايديولوجية التي تتصل بتمرير و نقل التصورات و القيم الجماعية: كالقيم ذات البعد الإنساني المتصلة بالخير و المعارف و الحقائق و الجمال...


2- المشـــروع التأهيـــلي:
    المشروع التأهيلي هو مشروع تربوي استئناسي "تحضيري"  يعد و يهيئ "إلمتعلم" إلى إدماج مدرسي و ذلك من أجل تحقيق نمو شامل يمهد لتعلمات مدرسية "أولى" وفق بيداغوجيا نشيطة محورها المتعلم بما يتصف به من نشاط و عفوية و ما لديه من تصورات و ما يعيشه من تجارب عماده احترام نسق تعلم الطفل لإكسابه كفايات أفقية عليها يتأسس إدراج بعض المواد التعليمية الفنية و التربوية و الترفيهية  التي بدورها تساعده على اجتياز فترة الذكاء الحسي الحركي إلى فترة العمليات المحسوسة بواسطة اختزان الفعل عن طريق التصوير أو الرسم أو التعبير أو الكلام و أنشطة الألعاب التي بواسطتها يكتسب الطفل تصورا أساسه الحركة فضلا على تدريبه على التكيف مع المحيط الاجتماعي و على التواصل مع الآخرين و مساعدته على تعرف ذاته في علاقته بالمحيط و إيقاظه إلى القراءة و الكتابة من خلال إيناسه بعالم الكتاب و عالم الصورة  و هيكلة إدراكه للفضاء و الزمن إيقاظا للتفكير المنطقي الذي يمهد لتعلم الرياضيات و اللغة في إطار إيقاظ معرفي إدراكي قرائي و كتابي تسهم جلها في تهيئة "المتعلم" للتعلمات الأساسية و تأهيله للتكيف مع متطلبات الدراسة اللاحقة.
3- دور المربــــي:
     وجب أن تدرج الوساطة الوجدانية في صلب برنامجنا التربوي "التحضيري" لما تحتله عملية التواصل و العلاقة التربوية بين المربي و المتعلم من مكانة جوهرية في صلب التعامل فبقدر ما يكون هذا التواصل سلسا و ناجعا و مثيرا يتم التواصل إلى تحقيق الأهداف المنشودة بكل يسر (لا نعني إرساء علاقة تكافلية)... حيث يتمثل دور المربي في الإسهام إلى جانب العائلة في تحقيق التنشئة الاجتماعية المتوازنة للطفل و مساعدته على بناء الشخصية المتوازنة و إنماء مؤهلاته و تطوير مختلف اقتداراته و تدريبه التدريجي  على تحقيق استقلاليته لإكسابه مهارات تجعله يتناغم و المقروء و إعداده للحياة المدرسية يدعمها التفتح على المحيط و تنظيم الزيارات إلى أقسام تحضيرية بالروضات و مثيلها بالمؤسسات التربوية لحضور عينات لأنشطة تربوية. و على المربي المرجعي و الفريق المتعدد الاختصاصات التحلي بخصائص روح الاستقبال المطمئن المستجيب لحاجيات الطفل الذي من شأنه أن يكسبه مزيدا من الثقة بالنفس و يحرره من كامل مظاهر الإنطواء و يدفعه إلى النشاط و التعبير و التواصل دون احتراز أو خوف أو خجل...


4- خاصية الفضاء التربوي:
    يختلف الفضاء التربوي "التحضيري" عن باقي الفضاءات التربوية من حيث نوعية الأثاث و استغلال المساحة و اختيار معالم الزينة و التزويق و التجميل ليجلب للمتعلم الراحة و الإطمئنان و يحفزه على التعلم...
5-  المبادئ البيداغوجية:
    تجمع بيداغوجيا التربية "التحضيرية" بين عدة أبعاد أساسية فهي بيداغوجيا شاملة و نشيطة و فارقية و هي بيداغوجيا متمحورة أساسا حول المتعلم في شمول شخصيته و تنوع ميوله و تعدد رغباته و إفرادية خبرته و خصوصية إيقاع النشاط لديه...
و انطلاقا من هذا المنظور  فإن هذه البيداغوجيا تقوم أساسا على عدة مبادئ يمكن انجازها في ما يلي:
®    بيداغوجيا شمولية:
    الطفل وحدة لا تتجزأ فجميع مكونات شخصيته في تفاعل مستمر و في تراشح نشيط مستديم و نمو يتم وفق سيرورة متكاملة الأبعاد (البعد النفسي – البعد الذهني – البعد الاجتماعي و العاطفي...) عبر تفاعل نشيط مع المحيط المادي و الوسط الاجتماعي الذي يتواجد فيه لذا فهي مدعوة إلى مراعاة هذا المبدإ الأساسي و مخاطبة الطفل و التعامل معه عبر مسالك و مقاربات تحترم هذا المبدأ و تستجيب لمتطلباته...
®    بيداغوجيا التحفيز و إثارة الرغبة:
     يعتبر التحفيز و إثارة الرغبة المدخل الأساسي للتربية فالنشاط لا يمكن أن يكون مفروضا على الطفل يمارسه بصفة قصرية و دون إقبال تلقائي... لذا فالتحفيز و إثارة الرغبة ضروريان لانخراط الطفل بصفة كلية في النشاط دون خوف أو تردد...
®    بيداغوجيا الوجدان :
      الوساطة الوجدانية و البناء النفسي الوجداني بعد غائب تماما في برامجنا التربوية فالودية و التلقائية و العلاقة الوجدانية تعتبر من السمات المتميزة لمختلف العلاقات السائدة داخل الفضاءات المختصة للتربية بما تسهم في إشعار الطفل بالطمأنينة و تحفزه إلى المبادرة و إشعاره بالثقة في النفس و الرغبة في التواصل مع الآخرين و التعبير عن مختلف المشاعر و الآراء و التواصل اللامشروط و تشرب النظام و ممارسة السلوك المنظم واستبطان القواعد الاجتماعية...

®    بيداغوجيا تفريقية:
      لئن كان هؤلاء الأطفال يشتركون في الكثير من الخصائص العامة للنمو و يتشابهون في الكثير من العادات و الرغبات و الميولات إلا أن الفوارق بينهم كثيرة و متعددة فنسق النمو و إيقاع النشاط  و سمات الشخصية و طبيعة العلاقات الاجتماعية و القدرة على التواصل و طريقة التكيف مع المستجدات و مع الآخرين تختلف من طفل إلى آخر و قد تختلف لدى الطفل نفسه تحت تأثير عديد العوامل و المتغيرات... و من مبادئ البيداغوجيا التفريقية أن تراعي مختلف هذه الفوارق و تتجه إلى كل طفل و إلى إفراديته باعتبار أنه ذات مختلفة عن الآخرين و على المربي أن يتواصل مع كل واحد و يرافق كل طفل في إفراديته مؤسسا إلى المقاربة بالمشروع.
®    بيداغوجيا المشروع و الإدماج:
      و يمكن اصطلاحا أن نعرف المشروع "التأهيلي" للإدماج المدرسي على أنه خطة تربوية  بيداغوجية تهدف إلى إدماج متعلم ذي حاجة خصوصية في مسار تعليمي تعلمي وفق بيداغوجية إفرادية فردانية.
7- موقع الولي في المشروع "التأهيلي":
      أساس نجاح هذه المقاربة انبناؤها على فكرة تشريك الولي و إدماجه في هذا المشروع "التحضيري"، فالتعلّمات وفق هذا المنظور تمنح المتعلم دورا نشيطا وحيويّا يساعده على المشاركة الفعّالة و تجاوز صعوباته في بناء المعرفة وتنمية مهاراته وتحقيق التواصل  مع جميع الأطراف كما تتيح هذه التجربة في اتّساع أفق المتعلم وإثراء تجربته في عمل جماعي تعاوني مع الفريق التربوي المتعدد الاختصاصات و توطيد الصلة بينه و بين أسرته في كنف التعاون و الانسجام فهي عبارة عن جسر ناقل لمختلف المكوّنات المساعدة على إنجاح هذا المشروع التربوي...






8- تقييـــم المشـــروع:
المعاييــــر
المؤشــــرات
نعم
لا
الاتساق:
La cohérence
 يتحقق من خلال توافق أهداف المشروع مع الغائيات و الانتظارات.


الوجاهة:
La pertinence
تتمثل في درجة التوافق بين خطة العمل مع الحاجات الحقيقية للأطفال من جهة و بين الأهداف المعلنة من جهة أخرى.


الجدوى:
L’efficacité
تبرز من خلال مدى التوافق بين الأدوات و الوسائل الموظفة و التمشيات المقررة لانجاز الأنشطة المبرمجة من جهة و نتائج التقييم المرحلي من جهة أخرى.


النجاعة: l’efficience
 يظهر ذلك من خلال أثر الأدوات و التمشيات المعتمدة في تطوير المردود و الأثر الحاصل.


التفاوضية:
La  négociabilité
يوفر المشروع الفرص السانحة للأطراف المتدخلة للتفاوض و التحاور و المناقشة حول حياة المشروع عامة:تصورا و انجازا و تقييما و تعديلا.


النمائية:
L’évolutivité
التقييم و التعديل في مستوى الأهداف و الوسائل بناء على الصعوبات فيساعد ذلك على تطوير المشروع.


الزمنية:
La temporalité
التزام الآجال المحددة قبليا و تبرير تغييرها كلما دعت الضرورة إلى ذلك و وجوب اتباع خطة دقيقة تبنى أساسا على روزنامة واضحة المعالم من حيث الفضاء الزمني.


III- مرحلـــة الإدمـــاج:
   عملت الدولة على تذليل الكثير من الصعوبات فيما يخص إدماج ذوي الاحتياجات الخصوصية في مؤسساتنا التربوية من خلال:
·        توخي المرونة بالنسبة إلى سنهم عند ترسيمهم بالمدرسة.
·        توفير الظروف الكفيلة بتسهيل تنقلهم داخل المؤسسات التربوية.
·        توفير ظروف استثنائية عند متابعة الدروس واجتياز الامتحانات...
1- أصناف الإدماج:
أ- الإدمــــــاج الكلي:
يتم الإدماج المدرسي الكلي بالمدارس العادية بصفة طبيعية.
ب- الإدمــاج الجزئي:
يتم الإدماج الجزئي بإحداث أقسام خاصة داخل المؤسسات التربوية العادية لفائدة بعض الأصناف.
2- نمـــاذج الإدمـــاج:
·     نمـــوذج مجمـــوع الدمـــج:   Groupe d’intégration
يتمثل هذا النموذج في إدماج عدد كبير من الأطفال المعاقين داخل الأقسام العادية.
و من النماذج الأفضل للممارسة فهي:
-  نموذج التعليم العلاجي المبكر.
- نمـــوذج الإدمـــاج المقـــابل.
·     نمــوذج التعليــم العلاجي: Modèle d’enseignement précoce  
      يطبق هذا النموذج عادة في الدرجة الأولى من التعليم الأساسي ويعد نموذج للتدخل المبكر حيث أثبتت الدراسات أن لسياسة الدمج  المبكر أثراً إيجابياً في تحسن مفهوم الذات وزيادة التوافق الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخصوصية عند دمجهم مع الأطفال الأسوياء، حيث تبين من هذه الدارسات أن اختلاط هذه الفئة بالأطفال الأسوياء كان له أثره الإيجابي في تحسن الذات، كما اتضح أن دمج الأطفال "المعاقين" مع الأطفال الأسوياء في أنشطة اللعب الحر أدى إلي اندماج الأطفال معاً في لعب جماعي تعاوني ( تلقائي)، وإلي تزايد مضطرد في التفاعل الاجتماعي الإيجابي بينهما.
·     نمــوذج الدمــج المقابل:    Reversed Integration
      يعتبر "قسم التربية المختصة" هو الفصل الأم حيث تتم فيه التعلمات العلمية و اللغوية و العلمية المنطقية الرياضية حيث تكون هذه الفئة مستقلة في تعلمها عن باقي المتعلمين الأسوياء، لكن بالنسبة للأنشطة الاجتماعية والتربيات المستحدثة (من تربية تشكيلية و تربية موسيقية و تربية تقنية...) فإن المتعلمين المعاقين يندمجون مع الأسوياء لأنهم في حاجة إلي نموذج من أقرانهم يقتدون بهم ويتعلمون منهم، والطفل المعاق هو أحوج ما يكون لهذا النموذج، ولعله يجده في الطفل السوي فيقوم بتقليد سلوكه، ويتعلم منه المهارات المختلفة.

·     نمــوذج تعليــم المــراكز:      Learning Centers
يطبق هذا النوع من الإدماج في المدارس التأهيلية المهنية و مراكز التكوين المهني...
3- بنــــاء المشــــروع:
     يتحتم أن يرتبط بناء المشروع التربوي "الإدماجي" باتفاقية إدماج تضمن توفير مساعدات خارجية و داخلية و تمثل التزام الأطراف الداخلية و الخارجية عن المؤسسة بأداء أدوارها على الوجه المطلوب من حيث ما تعهدت به من مرافقة و متابعة و مساندة نفسية و مادية... و على أن يكون المشروع:
®    شخصـــيا:
أي أنه يعتبر مختلف الطاقات الكامنة لدى شخص معين و الصعوبات التي يعانيها هذا الشخص.
®    مسؤولية جماعية:
أي أن المسؤولية لا تقتصر على المتعلم و المربي و إنما تتجاوزهما إلى أطراف متعددة و عليها جميعها أن تهتم بمختلف الحاجيات النوعية للطفل بحيث يساهم كل من جهته و في مجال اختصاصه من أجل إنجاح التدخل البيداغوجي.
®    متطــور و غيــر ثابت:
أي أنه يستوجب محطات تقييمية دورية من أجل إدخال التعديلات الضرورية.
®    استشـــرافي:
أي أنه يأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية و النفسية للطفل من حيث متطلباتها المستقبلية...
إن المشروع التربوي الإفرادي – شأنه  شأن كل مشروع – يبنى انطلاقا من وضع مجموعة من الأسئلة يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات:
Ø     أسئلة لتشخيص الوضعية.
Ø     أسئلة لتحديد الأهداف.
أ- المتابعـــة و المرافقـــة:
     لا بد من ضبط استرتيجية للمتابعة و المرافقة النفسية و البيداغوجية و الاجتماعية من قبل الهياكل و المنظمات و الجمعيات المختصة لما لها من  دور هام و فعال في إدماج حامل الإعاقة في المسار التعليمي التعلمي و هذه المرافقة و المتابعة من أهم الركائز الأساسية لإنجاح هذه المقاربة شريطة تظافر جميع الجهود من إدارة جهوية للتعليم و دوائر تفقد و إدارة جهوية للصحة و وحدات جهوية للتأهيل و جمعيات و إدارة المدرسة الدامجة من مدير و معلمين و الحرص على عقد اجتماعات دورية و ثلاثية...
®    الهياكل المعنية بالمتابعة:
أ- الوحدات الجهوية للتأهيل:
     تتولى الوحدات الجهوية للتأهيل مهمة مزيد تدقيق وضعية الطفل من النواحي النفسية و التربوية كنوع الإعاقة و نسبتها و المؤهلات التي يتعين على المدرسة المساهمة في تطويرها مع التركيز خاصة على قدراته البارزة و الكامنة. 
ب- الإدارات الجهوية للصحة:
الهياكل الصحية بجميع مستوياتها.
ج- هياكل و مصالح النهوض الإجتماعي:
على المستوى المركزي و الجهوي و المحلي.
د- الجمعيات ذات العلاقة:
      يتمثل دور الجمعيات في تكليف "المعلم" أو المربي المرجعي و الأخصائي النفساني بإعداد مشروع إفرادي لمرافقة و متابعة المتعلم أثناء مسيرته التعليمية التعلمية بالتعاون مع متفقد الدائرة و مدير المؤسسة و معلم القسم حسب برنامج متفق عليه و الهياكل المعنية (الجمعية المعنية و الهياكل الجهوية المذكورة سلفا و الإدارة الجهوية للتعليم و الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية...) مع عقد لقاءات مع مدرسي الفصل و حضور عينات من الأنشطة التعليمية التعلمية و اجتماعات "المجلس البيداغوجي" و اللقاءات الثلالثية لتقييم النتائج بالتعاون مع "خلية العمل الاجتماعي إن وجدت...
4- دور الأســـرة:
      إن للأسرة دور أساسي في عملية دمج المعاق في المجتمع المدرسي، ويمكنها المشاركة في وضع البرنامج العلاجي "التعليمي-التعلمي" للطفل وتطبيقه داخل المنزل، وأن يحرص ولي أمر المتعلم على حضور الاجتماعات التي ينظمها مجلس التربوية و التربية و الأسرة...، ويطلع على السجلات المدرسية الخاصة بمنظوره و نتائجه الثلاثية و ربط علاقة تعاون مع المعلم لمواكبة فترات العلاج و الدعم لضبط استراتيجية علاج مناسبة سواء كانت فردانية أو جماعية أو فردية تعاقدية...
و للولي دور لا غنى عنه في المساعدة من أجل دمج الأطفال المعاقين داخل المدرسة و المجتمع، ويمكن أن يتم تحسيسهم و تكوينهم في هذا المجال ليس فقط كي يجيدوا التعامل مع مشكلات الحياة اليومية التي تظهر مع "الإعاقات" ولكن لكي يصبحوا أطرافا فاعلة و أكفاء لإعانة أطفالهم لتجاوز صعوباتهم التعليمية التعلمية، ولهذا الغرض لابد أن يشمل التدريب كل أفراد الأسرة.
وإلي جانب تشريك الأولياء في هذا المشروع التربوي فإنه يجب تدعيمهم من خلال توفير أكبر قدر من الخدمات الاجتماعية لهم، بما فيها توفير الاخصائيين الاجتماعيين والمرشدين الاجتماعيين الأكفاء الذين سوف تشجع نصائحهم وتوجيهاتهم الأولياء كي يستفيدوا و أبناءهم من عملية الإدماج المدرسي، ذلك أن جل الأسر في حاجة ماسة إلي المعلومات والتوجيهات الخاصة بكيفية تعاملهم مع أطفالهم، ولذا فهم في حاجة إلي دورات "تكوينية" مثيل برنامج "لــــوفاس" ليتزودوا بالمعلومات والنصائح في كيفية مساعدة منظوريهم.
ويمكن تحديد أهم ملامح دور العائلة في تحقيق سياسة الدمج في النقاط الآتية:
أ- تقبل الأسر لعاهات منظوريهم:
    على الأسرة أن تتقبل طفلها ا"لمعاق"، لأن ذلك سوف يكون له أثره الإيجابي في مفهومه عن ذاته واستشعاره بقيمته ومكانته داخل العائلة وبأنه طفل مرغوب فيه، الأمر الذي يساعد علي اندماجه داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع عامة، ومن ثم سيسعى نحو بذل قصارى جهده لاكتساب المهارات اللازمة، والسلوك التكيفي المطلوب تعليمه إياه عند إجراء أي محاولة لتعليمه وتدريبه.
ب- الولي محور من محاور العلاج:
     لرعاية هده الفئة من المتعلمين "المدمجين" بمؤسساتنا التربوية  و لتلافي الإخفاقات غير الدالة اعتبرنا ولي أمر المتعلم محورا من محاور العلاج لكي نتمكن قدر الإمكان من التغلّب على الانحرافات الفردية و الحد من الهدر الدراسي و تأكيد النجاحات إذا ما اعتبرنا أن للولي دور هام و فاعل في المنظومة التربوية...
 ج- التوافق الأسرى:
    لقد تبين من الدراسات أن البيئة المنزلية الجيدة والتوافق الأسري الذي يسود بين جميع أفراد العائلة، وخاصة الوالدين يزيد من كفاءة الأطفال، كما اتضح أيضا أهمية الأسرة ككيان اجتماعي وكمؤسسة تربوية لا غني عنها من أجل النمو النفسي السليم، حيث وجد أن مفهوم الذات لدى الأطفال المقيمين إقامة نفسية مريحة مع أسرهم كان أكثر إيجابية بشكل دال بالمقارنة بأقرانهم الذين يعيشون في حالة تشنج علائقي و خلاف أو فراق بين الوالدين.
5- تقييـــم نتائـــج التعلـــم:
       يقوم ممثلو الهياكل الجهوية المعنية بالتعاون مع الأسرة التربوية  بتقييم نتائج المتعلم و ذلك بعقد اجتماع تقييمي في نهاية كل ثلاثية مع معلم القسم "الدامج" و مدير المؤسسة و متفقد الدائرة  (و أعضاء خلية العمل الإجتماعي إن وجدت) لتقييم نتائج الامتحانات و حصر نقاط القوة و نقاط الضعف للتمكن من ضبط استراتيجيات علاج و دعم ملائمين تدون في تقارير و ترفع إلى الهياكل المعنية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة و اللازمة لتلافي الهدر الدراسي إن وجد...      
V- مرحلـــة ما بعـــد الإدمـــاج:
أ- التقييم النهائي للمشروع:
-         متى يتم التقييم؟
-         ما هي مؤشرات التقييم؟
-         ما هو مستوى التملك المطلوب؟
-         ما هي أدوات التقييم المعدة للغرض؟
-         من يتولى تقييم المكتسبات؟
     إن تطبيق سياسة دمج الأطفال المعاقين في المدارس العادية لا يقع على عاتق المدرسة وحدها بل لابد من مشاركة جميع الأطراف من الآباء والمتخصصين و جميع الهياكل المعنية أذكر بالخصوص: الإدارة الجهوية للتعليم و الإدارة الجهوية للشؤون الإجتماعية و الهياكل الجهوية المعنية و إدارة المدرسة مع الحرص على إضفاء المرونة على عمليتي المتابعة و المرافقة من قبل الفريق المختص و توزع الأدوار حتى يتم العمل في تكامل نحو تحقيق الهدف المنشود.
 ب- دور المدرسة في تحقيق سياسة الدمج:
يمكن أن تسهم المدرسة بدور فعال في تحقيق سياسة الدمج من خلال محورين متكاملين:  
- إعداد و تكوين وتدريب المدرسين.  
- إعداد التلاميذ المعاقين لمرحلة ما بعد المدرسة (بعد استشرافي).
    تمشياً مع مبدإ المدرسة للجميع فإنه يجب العمل على تكوين المعلمين على كيفية التعامل مع التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، وينبغي توجيه برامج تعليمية تعلمية تدريبية تتماشى و اتجاهات المتعلمين و قدراتهم المعرفية و الذهنية مع الأخذ في الاعتبار مفهوم الحاجات التعليمية الخاصة أو النوعية لهذه الفئة وأن يعمل المدرسون على تبين الفروق الفردية بين التلاميذ بهدف حشد أفضل الوسائل الممكنة للتعامل معهم و صقلهم بعيداً عن عزلتهم مع التفكير في توفير إمكانية التخصص للمعلمين في مجال التدريس و أن تتضمن برامج التكوين تكوينا نفسياً بهدف تنمية اتجاهات صحيحة نحو الأشخاص المعاقين، وتحقيق فهم أفضل للعجز والإعاقة بشكل عام.
ج- دور المدرسة و الهياكل المعنية في إعداد "المعوق" لمرحلة ما بعد المدرسة:
 لإعداد ذوي الاحتياجات الخصوصية لإدماج اجتماعي و تأهيلي- مهني و اقتصادي موفق و تحقيق نقلة نوعية متميزة و رقي أقل ما نقول عنه دنياوي يؤهل لانتقال هذه الفئة من طور المساعدة إلى طور المساندة علينا بإرساء برنامج "تحضيري" يهيئ لتعلمات مدرسية و آخر تأهيلي- مهني يعد إلى "ما بعد المدرسة"  لإكساب هؤلاء الأفراد كفايات مهنية و عملية إجتماعية تعدهم للحياة مؤمنة لهم  توافقا اجتماعيا متوازنا به تتكامل الأدوار و تكتمل الرعاية الشاملة سانحة بإعداد مواطنين متنبهين...
                                                                             الشافعي إسماعيل
                                                              أخصائي نفساني بيداغوجي
                                                              جمعية ابن سينا صفاقس




5 commentaires: